top of page

6 من أجمل المدارس الدينية في فاس

صورة الكاتب: MalikaMalika

تاريخ التحديث: ٥ ديسمبر ٢٠٢٤

تحتل المدارس الدينية مكانة مرموقة في تاريخ وثقافة المغرب، حيث تعمل كمراكز تعليمية رئيسية لعبت دورًا رئيسيًا في تدريب الطلاب الشباب على مر القرون. لا تعد هذه المؤسسات رموزًا للتراث الروحي والمعماري المغربي فحسب، بل إنها أيضًا مساهمات حيوية في الحفاظ على المعرفة الإسلامية ونقلها داخل المملكة.


بالنسبة للسياح والمسافرين، تتميز المدارس الدينية بجمالها المعماري، حيث تمزج بين عناصر التصميم المغربي والإسلامي التقليدي. تتميز العديد منها بفناءات هادئة محاطة بأقواس أنيقة، وكلها مزينة بالفسيفساء الرائعة والجص والخشب المنحوت يدويًا. إن الحرفية والاهتمام بالتفاصيل الواضحة في العديد من المدارس الدينية في المغرب جعلتها مناطق جذب شهيرة للغاية، وخاصة في مدينة فاس.


في هذه المقالة، سأقدم 6 من أجمل المدارس الدينية في فاس، والعديد منها مفتوح للزوار. لا يزال بعضها مؤسسات عاملة ولا يمكن الوصول إليها إلا للطلاب والموظفين بينما يخضع البعض الآخر لعمليات ترميم واسعة النطاق لإعادتها إلى مجدها السابق.


لمعرفة المزيد عن زيارة فاس، بما في ذلك الأشياء التي يمكنك القيام بها في المدينة وأفضل الأماكن للإقامة، راجع مدونتي دليل السفر الشامل إلى فاس


صورة مقربة للتفاصيل المعمارية في مدرسة في المغرب

الإفصاح: تحتوي هذه المقالة على روابط تابعة، مما يعني أنني أكسب عمولة صغيرة عند إجراء عملية شراء. لا تكلفك الروابط التابعة أي شيء وتضمن لك بقاء المحتوى الخاص بي مجانيًا!


تاريخ المدارس الدينية في شمال أفريقيا


المدارس الدينية هي مؤسسات تعليمية فريدة من نوعها ظهرت في أوائل القرن الحادي عشر في شمال شرق إيران، قبل أن تنتشر تدريجيًا نحو الغرب. لطالما كان إنشاء المدارس الدينية في شمال أفريقيا موضوعًا للنقاش بين العلماء بسبب ندرة السجلات التاريخية الموثوقة. يعتقد بعض الباحثين أن سلالتي المرابطين والموحدين كانتا مسؤولتين عن تقديم هذا النموذج المؤثر من التعلم. ويزعم آخرون أنه كان تكيفًا لنظام المدارس الدينية الراسخ السائد في بلاد الشام، حيث أثبت بالفعل قيمته في خدمة الغرضين المزدوجين للتعليم الديني وتقدم المعرفة.


تشير الأدلة الأثرية إلى أن المدرسة الشامية في تونس هي أقدم مدرسة موثقة في شمال أفريقيا، والتي تم بناؤها في عام 1249 م تحت حكم السلطان الحفصي أبو زكريا. وتبع هذه المؤسسة بعد فترة وجيزة مدرسة الصفارين في فاس، التي بناها السلطان المريني أبو يوسف يعقوب في عام 1271 م. لقد أصبحت هذه المدارس المبكرة نموذجًا للروعة المعمارية والهيبة الأكاديمية التي حددت مراكز التعلم في شمال إفريقيا.


مدرسة بن يوسف الرائعة في مراكش

تاريخ المدارس الدينية في المغرب


دور المدارس الدينية في فاس


منذ إنشائها قبل قرون مضت، ركزت المدارس الدينية في المقام الأول على تدريب العلماء المسلمين، مع التركيز بشكل خاص على دراسة الشريعة الإسلامية والفقه. وفي ظل حكم سلالة المرينيين، ترسخت المدرسة الدينية في فاس، حيث أدرك المرينيون قيمة هذه المؤسسات في تعزيز الشرعية السياسية لحكمهم. ومن خلال رعاية بناء المدارس الدينية وتشغيلها، تمكن حكام المرينيون من تنمية ولاء النخبة الدينية المؤثرة في فاس، في حين قدموا أنفسهم أيضًا للسكان العامين كحماة للأرثوذكسية الإسلامية السنية.


تم بناء أقدم مدرسة دينية في فاس، وهي مدرسة الصفارين، إلى جانب مدرستي العطارين والمسبحية، على مقربة من جامع القرويين، المركز البارز للتعلم في فاس. وعلى النقيض من المسجد، وفرت المدارس الدينية أماكن الإقامة والضروريات الأساسية للطلاب، الذين كان كثير منهم فقراء نسبيًا ويأتون من خارج المدينة. ومن خلال الدراسة في فاس، كانوا يأملون في الحصول على عمل أفضل في مدنهم الأصلية.


وفي الوقت نفسه، لم تكن المدارس الدينية مجرد مؤسسات داعمة، بل كانت تقدم دورات دراسية صارمة خاصة بها، مما سمح لبعض العلماء المسلمين ببناء سمعتهم في هذه المدارس المتخصصة. وبهذه الطريقة، لم تكن المدارس الدينية حاسمة لتدريب النخبة الدينية والسياسية في المغرب فحسب، بل كانت أيضًا بمثابة نقاط محورية مهمة للمجتمعات الأوسع التي كانت جزءًا منها.


خارج مدخل جامع القرويين بفاس

أجمل المدارس الدينية في المغرب


6 من أجمل المدارس الدينية في فاس


مدرسة العطارين


على بعد خطوات قليلة من مسجد القرويين، تم بناء هذه المؤسسة التعليمية الرائعة في القرن الرابع عشر من قبل السلطان المريني أبو عنان فارس. وقد عُهد ببنائها إلى الإشراف الماهر للشيخ بني أبو محمد عبد الله بن قاسم المزور ويقال إن السلطان اهتم شخصيًا بالمشروع. أخذت مدرسة العطارين اسمها من سوق العطارين القريب، وهو سوق مزدحم مشهور بتوابله العطرية وعطوره.


تشتهر المدرسة على نطاق واسع بأنها واحدة من أعظم الإنجازات المعمارية لسلالة المرينيين ولا تفشل أبدًا في إبهارنا بتصميمها الداخلي الفخم والمتناغم. إنها حقًا واحدة من أجمل الأماكن التي زرتها في فاس وهي هادئة بشكل ملحوظ بعد صخب وضجيج الخارج! على الرغم من القيود التي تفرضها مساحتها المادية المحدودة، إلا أن مدرسة العطارين تعرض التخطيط المكاني المبتكر الذي جسد تقنيات البناء المرينية في ذلك العصر.


في قلبها فناء مزخرف بشكل رائع يفتح على قاعة صلاة مربعة الشكل. الجدران الشاهقة مزينة بنقوش جصية معقدة ونقوش خطية، بينما تغطي بلاط الزليج أقسامًا واسعة. تحيط بالفناء أماكن إقامة الطلاب البسيطة والعملية، مما يوفر تباينًا صارخًا مع الروعة المزخرفة للمساحات المشتركة. التأثير العام هو جمال أخاذ!


ساعات عمل مدرسة العطارين: من الساعة 9 صباحًا حتى 6 مساءً


رسوم الدخول إلى مدرسة العطارين: 20 درهمًا


قوس مزخرف بشكل معقد في إحدى أجمل المدارس الدينية في المغرب

أجمل المدارس الدينية في المغرب


مدرسة الصفارين


بُنيت هذه المدرسة في عام 1271 على يد السلطان المريني أبو يعقوب يوسف، وتقع في قلب مدينة فاس البالي. وكان الطلاب الذين زينوا ممرات وقاعات مدرسة الصفارين ينحدرون في المقام الأول من منطقة زرهون (حول مدينة مولاي إدريس) ومنطقة سوس (جنوب شرق أكادير). ويدل هذا الجذب الواسع النطاق على الأهمية المتزايدة للمدرسة وتأثيرها على مر القرون.


تبلغ مساحة مدرسة الصفارين 750 مترًا مربعًا، وتتكون من مستويين من أحياء الطلاب مرتبة حول فناء مركزي. وعلى الجانب الشرقي من الفناء توجد غرفة عالية السقف كانت بمثابة قاعة للصلاة وعلى طول جانبها الشمالي توجد قاعة الوضوء الخاصة بالمدرسة. تتميز هذه الساحة الثانوية الأصغر حجمًا بحوض مياه مركزي محاط بالعديد من الغرف الصغيرة التي تضم المراحيض.


وبينما ضاع الكثير من الزخارف الأصلية للمدرسة بمرور الوقت، فقد نجت بعض العناصر، مثل الزخارف الجصية لقاعة الصلاة. بالإضافة إلى النقوش العربية، يوجد إفريز من الزخارف الهندسية وشريط من الأقواس والنوافذ العمياء، بالإضافة إلى الزخارف المرسومة على السقف الخشبي.


لسوء الحظ، لا يفتح مسجد الصفارين للزوار حاليًا.


قوس يحيط بفناء مسجد في فاس

أجمل المدارس الدينية في المغرب


مدرسة بو عنانية


تم بناء هذه المدرسة بين عامي 1350 و1355 تحت رعاية السلطان أبو عنان فارس، وهي فريدة من نوعها كواحدة من المدارس الإسلامية الوحيدة في فاس التي تتميز بمئذنة. يعكس هذا العنصر المعماري المميز الوظيفة المزدوجة للمدرسة، حيث لا تعمل كمؤسسة تعليمية فحسب، بل وأيضًا كمسجد جماعي حيث تقام صلاة الجمعة. على عكس بعض المدارس الأخرى في فاس، لم يتم بناؤها بالقرب من مسجد القرويين وكان لابد أن تكون أكثر استدامة.


تعتبر مدرسة بو عنانية اليوم واحدة من أجمل المعالم المرينية في المغرب ومن بين المدارس الأكثر شعبية للزيارة في البلاد. كما أنها المبنى الديني الوحيد في فاس الذي لا يزال قيد الاستخدام ومفتوح لغير المسلمين. في رأيي، ليس فقط الزخارف المذهلة ولكن أيضًا التفاعل بين الضوء والفضاء هو ما يجعل مدرسة بو عنانية مميزة للغاية.


في قلبها فناء رخامي كبير، يحيط به من الجانبين قاعتان كبيرتان. ومن بين الزخارف التي تغطي كل سطح متاح تقريبًا نقوش خشبية جميلة ونصوص كوفية أنيقة وبلاط زليج - من الصعب حقًا معرفة أين تبحث! نظرًا لأن مدرسة بو عنانية لا تزال تلعب دورًا محدودًا كمؤسسة تعليمية، فلا يمكنك المغامرة بما هو أبعد من الفناء، ولكن نظرًا لأنها واحدة من أفضل المدارس المحفوظة في المغرب، ما زلت أعتقد أنها تستحق الزيارة بالتأكيد.


ساعات عمل مدرسة بو عنانية: من 9 صباحًا إلى 6 مساءً يوميًا


رسوم الدخول إلى مدرسة بو عنانية: 20 درهمًا


ممر ضيق في فاس البالي - موطن لبعض أجمل المدارس الدينية في فاس

أفضل المدارس الدينية التي تستحق الزيارة في فاس


مدرسة المصباحية


بُنيت هذه المدرسة في عام 1347 بأمر من السلطان المريني أبو الحسن، وكانت مشهورة باستخدامها الباذخ للرخام الأبيض المستورد، مما أكسبها لقب "مدرسة الرخام". وتضم 35 غرفة وفصلين دراسيين، وقد صُممت لاستيعاب ما يصل إلى 140 طالبًا من جميع أنحاء البلاد. وعلى الرغم من تاريخها العريق وأهميتها المعمارية، فقد عانت مدرسة المصباحية من الإهمال والتلف على مر القرون.


انهارت أجزاء من الهيكل، بما في ذلك قبة قاعة الصلاة وسقف غرفة الوضوء، وتدهورت الكثير من تفاصيل الرخام الأيقونية. ومع ذلك، سعت جهود الترميم التي بُذلت في أوائل التسعينيات ومرة ​​أخرى مؤخرًا إلى الحفاظ على العناصر الزخرفية المتبقية من العصر المريني في المدرسة، بما في ذلك الجص المنحوت بشكل غني للمدخل ذي القوسين المزدوجين.


عند اكتمال أعمال الترميم، تم تخصيص مدرسة المصباحية لتكون بمثابة مرفق مساعد لجامعة القرويين، التي تقع بجوار الموقع التاريخي. لا يضمن هذا إعادة الاستخدام الاستمرار في استخدام المدرسة والحفاظ عليها فحسب، بل يؤكد أيضًا على أهميتها الدائمة كمركز للتعلم الإسلامي.


مدرسة المصباحية غير مفتوحة للجمهور حاليًا.


نظرة عبر أسطح المنازل في مدينة فاس القديمة

أفضل المدارس الدينية التي تستحق الزيارة في فاس


مدرسة الشراطين


تم بناء هذه المدرسة في عام 1670 في عهد السلطان العلوي مولاي الرشيد، لتحل محل مبنى قديم أصبح في حالة سيئة. يشير اسم "الشراطين" إلى السوق القريب حيث تم تأسيس صناع الحبال، مما يوفر لمحة عن النشاط التجاري النابض بالحياة الذي أحاط بهذا المركز المهم للتعلم.


مثل المدارس الأخرى في فاس، كانت مدرسة الشراطين مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجامعة القرويين، حيث كانت بمثابة سكن ومساحة للدراسة للطلاب والعلماء الذين سافروا إلى المدينة. بحلول القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أصبحت المدرسة مركزًا للطلاب القادمين من مناطق بعيدة مثل الجزائر وجبال الريف وتافيلالت، المشهورة بواحتها المترامية الأطراف.


تم بناء مدرسة الشراطين في المقام الأول من الطوب وخشب الأرز، وتتركز حول فناء رئيسي به نافورة - وهي سمة مشتركة بين المدارس المغربية. تحيط بهذه المساحة المركزية صالات وأروقة، بعضها مزين بنقوش عربية وأعمال جصية، على الرغم من أن العناصر الزخرفية الإجمالية أكثر تحفظًا مقارنة بالمدارس الدينية التي تعود إلى العصر المريني.


على الرغم من أنها ليست محفوظة جيدًا أو جميلة مثل بعض المدارس الدينية الأخرى في فاس، إلا أنني أعتقد أنه لا يزال من المفيد زيارة مسجد الشراطين حيث يمكنك الوصول إلى الطوابق العليا لرؤية المكان الذي عاش فيه الطلاب.


ساعات عمل مدرسة الشراطين: من الساعة 9 صباحًا حتى 3 مساءً يوميًا


رسوم الدخول إلى مدرسة الشراطين: 20 درهمًا


نظرة إلى مسجد في الشوارع الضيقة المتعرجة في فاس البالي

أفضل المدارس الدينية التي تستحق الزيارة في المغرب


مدرسة صهريج


تعود مدرسة صهريج إلى عام 1323، وهي مؤسسة تعليمية مبكرة تدين باسمها إلى المسبح المركزي الكبير الموجود داخل فنائها. بجوارها مدرسة السباعيين، التي كانت تؤوي الطلاب الذين يركزون على دراسة القراءات السبع الشرعية للقرآن الكريم، وبيت ضيافة منفصل يُعرف باسم دار الشيخ.


يحتوي مبنى المدرسة الرئيسي على فصلين دراسيين وإقامة لما يصل إلى 26 طالبًا، مخصصة لأولئك الذين يحضرون برنامج الخط في جامعة القرويين. يتبع الهيكل التصميم النموذجي للمدارس في العصر المريني، مع فناء مركزي محاط بمعارض توفر الوصول إلى مساكن الطلاب على كلا الجانبين. في الطرف الجنوبي، مقابل المدخل الرئيسي، توجد قاعة الصلاة، مكتملة بمحراب للإشارة إلى اتجاه مكة.


تتميز الساحة نفسها بزخارف غنية من بلاط الزليج والنقوش الخشبية والجصية التي تعكس الأناقة المعمارية لعصر المرينيين. يؤدي ممر من الساحة المركزية إلى ساحة ثانوية أصغر تحتوي على مراحيض المدرسة.


للأسف، مدرسة صهريج مغلقة حاليًا للترميم وغير متاحة للجمهور.


 

من خلال الشراء عن طريق الروابط الخاصة بي، فإنك تدعم موقعي الإلكتروني دون أي تكلفة إضافية عليك


ابحث عن الفنادق عبر موقع Booking


احجز الجولات والمعالم السياحية عبر موقع Viator


ابحث عن سيارة مستأجرة عبر موقع Discover Cars


احجز الرحلات الجوية/الحافلات/القطارات عبر موقع Kiwi


احصل على تأمين السفر عبر موقع Visitors Coverage



 

عن المؤلف


Photo of the author - Malika in Morocco

أنا مليكة، مسافرة عالمية زرت المغرب لأول مرة في عام 2014 قبل أن أتزوج من أحد السكان المحليين وأستقر في قرية صغيرة على ساحل المحيط الأطلسي. على مر السنين، طورت حبًا شديدًا للمغرب ومناظره الطبيعية المهيبة ومدنه التاريخية وكرم الضيافة الرائع الذي يتمتع به شعبه. بصفتي مالكة ومنشئة محتوى لمليكة في المغرب، أشارك سنوات خبرتي في استكشاف البلاد، من الشمال إلى الجنوب ومن المحيط الأطلسي إلى الصحراء الكبرى. أنا شغوفة بمساعدة الآخرين في التخطيط لمغامراتهم في السفر إلى المغرب لضمان حصولهم على أقصى استفادة من تجربتهم في شمال إفريقيا.




مشاهدة واحدة (١)
  • Instagram
  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • YouTube
  • TikTok
الشروط والأحكام
سياسة الخصوصية
سياسة الإفصاح

©2024 by Malika in Morocco. Proudly created with Wix.com

bottom of page